ملخص المقال: (حصلت فتح على 43% من الأصوات، 32% من المقاعد)
انتهت المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في الضفة الغربية، حيث جرت الانتخابات في خمسين هيئة محلية، ولم تجر الانتخابات في قطاع غزة بسبب رفض حركة حماس إجرائها تحت مبررات سياسية جوهرها إجراء انتخابات شاملة.
السؤال المطروح في هذا المقال يتلخص بحجم حركة فتح في هذه الانتخابات...؟ وهل نجحت سياسة حماس بدعم قوائم مستقلة لكسر هيمنة فتح...؟
منهجية مقالي اليوم تقوم على حساب وزن حركة فتح الشعبي في الضفة الغربية، وذلك عبر جمع كافة الأصوات التي انتخبت حركة فتح في الهيئات المحلية التي جرت انتخابات المرحلة الثانية فيها، والتي وصلت نسبة المشاركة إلى 53% واقترع في هذه المرحلة ما يقارب ربع مليون مواطن.
حسب النتائج التي نشرتها لجنة الانتخابات المركزية، والتي قمت بجمع الأصوات التي انتخبت حركة فتح، وسط هامش خطأ يتمثل في أن بعض الهيئات المحلية شاركت فتح في ائتلاف فصائلي، وعليه تم حساب جميع الأصوات لفتح مقابل أن بعض الهيئات لم تشارك فتح فيها بصفتها التنظيمية ولكن من المؤكد أن عناصر فتح دعموا بعض قوائم المستقلين.
حصدت حركة فتح 106.717 صوتاً في خمسين هيئة محلية جرت فيها الانتخابات، من أصل 249064 عدد المصوتين في المرحلة الثانية. وعليه تكون حركة فتح حصلت على نسبة 43% من الأصوات.
قراءتي السياسية لهذه النتيجة يتمثل في التالي:
1. تشكل هذه النسبة نجاح كبير لحركة فتح بغض النظر عن الهيئات المحلية التي خسرتها الحركة لأن هذا ليس محور البحث.
2. لم تنجح حركة حماس في بناء استراتيجية ثابتة وواضحة في إدارة المعركة الانتخابية بشكل جيد وواضح، وربما تفاوتت نسب النجاح من محافظة إلى أخرى، لا أعلم إن كان هذا الفشل نتيجة لسوء التخطيط أو أن الارتجالية في بناء التحالفات هي السمة الأبرز.
3. النتائج تشير إلى انحياز الجبهة الديمقراطية تجاه حركة فتح في أكثر من هيئة محلية وهذا مؤشر للتحولات الداخلية في الجبهة بعد انعقاد جلسة المجلس المركزي.
4. لا يوجد ثبات في التحالف مع الجبهة الشعبية ففي الوقت الذي استفادت الجبهة من دعم حماس في بعض الهيئات ومجالس الطلبة، ذهبت الشعبية للتحالف مع فتح في إحدى الهيئات المحلية.
5. رغم السياسات الخاطئة للسلطة الفلسطينية والتي تنعكس سلباً على حركة فتح إلا أن الحركة ما زالت متماسكة وقوية في الضفة الغربية وأقوى في قطاع غزة وهذا مؤشر طمأنينة للرئيس محمود عباس لأن يذهب باتجاه الانتخابات الشاملة.
6. على صعيد المقاعد حصدت حركة فتح 214 مقعداً في الهيئات المحلية من أصل 632 بنسبة 34%.
الخلاصة: في ظل غياب حركة حماس عن التنافس المباشر بالمشاركة، وفي ظل عدم القدرة على بناء تحالفات مركزية لفصائل المقاومة ضد منهج الرئيس محمود عباس وحركته فتح تبقى هذه الانتخابات تحمل رسالة مزدوجة للرئيس محمود عباس مفادها أن المطلوب من الرئيس عباس الكثير من أجل النهوض بالحركة وبالشعب الفلسطيني، وقضاياه العادلة عبر احترام حقوق الانسان وزيادة الحريات العامة والخاصة، والتعاطي مع المحافظات على قاعدة العدالة في كل شيء لأننا شعب واحد. بينما الرسالة الثانية مفادها لو نجحت حماس في التخطيط الجيد وحث الناس على المشاركة لا سيما حزب الكنبة كانت الصدمة لحركة فتح، وهذا يزيد من حالة الإصرار بدعم فتح والانفتاح على باقي المكونات الشعبية وصولاً إلى اتخاذ القرار الذي ينتظره الجميع وهو الانتخابات الشاملة التي تؤسس لنظام سياسي ديمقراطي تعددي يكون قادر على إنهاء الانقسام والنهوض بالمشروع الوطني التحرري.