يوافق الإثنين الخامس من سبتمبر اليوم الدولي للعمل الخيري، وهو تاريخ أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة انطلاقاً من أن القضاء على الفقر بجميع صوره وأشكاله وأبعاده، بما في ذلك الفقر المدقع، هو تحدٍّ عالمي هائل ومتطلب لا غنى عنه في تحقيق التنمية المستدامة.
فلسطين هي جزء من هذا العالم، ويقع على العالم مسؤولية إنسانية كبيرة في تعزيز العمل الخيري في فلسطين وصولاً إلى تحقيق التنمية المستدامة في ظل ما يعانيه شعبنا الفلسطيني من فقر وبطالة وانعدام للأمن الغذائي.
قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من فلسطين ولكن بعد الانقسام في يونيو/2007م، ازداد واقع القطاع تأزماً ولا سيما بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي القطاع كيانًا معاديًا، وفرضت عليه حصاراً مشدداً من البر والبحر والجو، ما فاقم الوضع الإنساني في القطاع مفاقمة لافتة.
عدد سكان قطاع غزة 2.313.747 نسمة، 64.40% من عدد سكان القطاع هم من اللاجئين الذين هجّروا من أراضيهم بفعل المجازر الإسرائيلية بعد عام 1948م، وقد بلغت نسبة الفقر في قطاع غزة 59%، ونسبة البطالة 44% أكثر من نصفها من الشباب ولا سيما خريجي الجامعات، ووصلت نسبة انعدام الأمن الغذائي إلى 68%، وقد بلغت نسبة الشباب من عدد سكان قطاع غزة 54.10%، أما عدد الأيتام في قطاع غزة فبلغ 20.566 يتيماً، على حين يعيش في قطاع غزة 55.082 شخصًا من ذوي إعاقة مسجلين على برامج وزارة التنمية الاجتماعية ولديهم احتياجات يجب الالتفات لها في هذا اليوم العالمي.
أكبر الأزمات التي يعانيها قطاع غزة في تقديري هي غياب التنمية المستدامة التي توفر فرص عمل، وتجاوز ذلك يتطلب من المجتمع الدولي العمل على فتح منافذ برية وجوية وبحرية تعمل بكل حرية لتصدير واستيراد البضائع والمواد الخام، وأيضاً يوجد أزمة سكن في قطاع غزة وهذا يتطلب العمل على مسار بناء مدن سكنية للأزواج الشابة بأسعار التكلفة وبتقسيط ميسر تشرف عليه المؤسسات الدولية مباشرة، ومن الأولويات أيضاً العمل على دعم الأشخاص ذوي الإعاقة بالأدوات المساندة التي تسهم في دمجهم في سوق العمل، ومن الأولويات الدعم الغذائي لتقليل نسبة انعدام الأمن الغذائي عبر زيادة المواد التموينية التي تصرفها وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين وكذلك برنامج الغذاء العالمي الذي يصرف لغير اللاجئين في القطاع.
إن المسؤولية الاجتماعية والإنسانية والسياسية التي تقع على كاهل الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية ورجال الأعمال كبيرة جداً، وفي هذا اليوم الدولي للعمل الإغاثي أدعو كل الدول والمؤسسات إلى تبني مبادرات بموجبها يتم التقليل من نسبة الفقر والبطالة في قطاع غزة. كما أدعو رجال الأعمال الفلسطينيين في الداخل والخارج ولدينا العشرات ممن بلغت ثروتهم أكثر من مليار دولار بأن من واجبهم تبني مبادرات مباشرة أو عبر وسطاء لمعالجة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وفي أقل الأحوال تقديم زكاة مالهم لسكان القطاع، وهذه الدعوة مفتوحة لكل قادر على فعل ذلك، وأنا من موقعي على أتم الاستعداد للمساعدة في أي فكرة أو تذليل أي عقبة قدر المستطاع لتحقيق هدف أن يعيش شعبنا في كرامة.