لم يعد متسعًا من الوقت السياسي ومن الجهد الوطني لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية 75 ضمن إطار التنظير أو السرد التاريخي الطويل لقضية الأرض المحتلة فلسطين، أو لتسليط الضوء على المعاناة والوجع الفلسطيني في كل عام ضمن رؤية متكررة وتصريحات فضفاضة وأقلام هائمة في إسقاط معاجم اللغة والأسلوب في مفردات ما تكتب عن ذكرى النكبة، أو حتى لمصطلحات وأفكار تشبه مسلسلات الدراما التي معروف نهايتها قبل بدايتها...
اليوم وفي ظل إحياء النكبة 75، لا بد أن يكون الإحياء للذكرى مغايرًا ومختلفًا تمامًا، نظرًا للعديد من الاعتبارات السياسية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني بكافه مفرداته وأحواله وتفاصيله، لكي يتم وضع النقاط السياسية فوق الحروف الوطنية ضمن استقلالية وشفافية وموضوعية تامة.
ولهذا في ذكرى النكبة.. كان لا بد أن تكن الرسائل حاضرة لتشمل كافة الاتجاهات من أجل تقويم الذات فلسطينيًا وعلى كافة المسارات.
ولهذا الرسالة الأولى: لا بد من استعادة وحدة حركة فتح شاء من شاء وأبى من أبى، من خلال عملية استنهاض تشمل كافة جموع الفتحاويين دون استثناء، لأن تجربة بقاء حركتنا الرائدة " فتح " منقسمة على ذاتها ونفسها سيطيل عمر النكبة الفلسطينية وعمر الاحتلال وعمر سنوات الانقسام السياسي الفلسطيني الذي يعيشه شطري الوطن شماله وجنوبه.
الرسالة الثانية: لكافة أحزاب اليسار الفلسطينية قاطبة أن توحد رؤيتها وتؤكد وجهتها السياسية في إطار يخدم المشروع الوطني المستقل، وفق برنامج يساري فلسطيني واحد موحد، يضمن توحيد كافة الطاقات والجهود لمرحلة وطنية مستقبلية، تكون قادرة على الانجاز البعيد عن مفردات التعجيز والانحياز.
الرسالة الثالثة: للفصائل والأحزاب غير المنطوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية، في أنه قد حان الوقت الوطني في الذكرى 75 للنكبة الفلسطينية، أن تتخذ قرارها وفق مشروع سياسي وطني واضح المعالم محدد الأهداف، البعيد عن التفاصيل والاختلاف فيما بينها أولًا وفيما بينها وبين الأحزاب والفصائل الفلسطينية الأخرى، ضمن رؤية وطنية لا تحمل في طياتها الأيدلوجيات والاعتقادات التي تعرقل مسيرة النظرة للواقع الفلسطيني العام من كافة الزوايا والاتجاهات.
الرسالة الرابعة: للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس، والتي عنوان حروفها الوطنية (القضية الفلسطينية) ضمن نوايا خالصة وصادقة تعجل في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية بشكل عاجل وفوري وسريع، لأن قطار المصالحة لم يعد قادرًا على السير ذهابًا وايابًا لعواصم العالم ضمن صولات وجولات لا تسمن ولا تغني من جوع.
الرسالة الخامسة: للحالة الإنسانية والسياسية التي غابت عن المشهد الفلسطيني بفعل الانقسام، ألا وهي الديمقراطية قولا وفعلا التي عنوانها صندوق الانتخابات من أجل شعور المواطنة بالوجود والذات، حتى نتمكن جميعًا من اصلاح شأننا العام عبر بناء نظام سياسي جديد، يكفل للجميع حقه دون استثناء او احتواء او استقواء.
الرسالة السادسة: لكافة الدول العربية والعالمية بأسرها أن يقفو امام مسؤولياتهم الانسانية والأخلاقية في لجم الاحتلال الاسرائيلي وأن يقولو له بشكل معلن وواضح، أنه لم يبق إلا الشعب الفلسطيني محتلاً، لأنك أطول استعمار في للعالم، فلهذا عليك الجلاء والرحيل دون مماطلة أو تأجيل.
الرسالة السابعة: لهيئة الأمم المتحدة وهي تحيي لأول مرة في تاريخها ذكرى وفعاليات النكبة الفلسطينية في عامها 75، بأن عليها أن تقف أمام مسؤولياتها وتعلن في كافة المحافل والميادين تفعيل كافة القرارات الشرعية الصادرة عنها بما يتعلق في القضية الفلسطينية، والتي تؤكد هذه القرارات على الحق المشروع في الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية.
الرسالة الثامنة: لشعبنا الفلسطيني شعب التضحيات ولكافة الزنود المقاومة التي هزمت الاحتلال، أن يستمرو في العطاء والتضحية والصمود من اجل وطن كتبت حروفه بدماء الشهداء الطاهرة عنوان المجد والخلود.
الرسالة التاسعة: للاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة والتي تأتي الرسالة في إطار أن غزة العزة عصية عن الانكسار والضفة عنوان الانتصار والقدس المحتلة صانعة الأحرار، فلهذا لابد من دولة الاحتلال قراءة المشهد الفلسطيني جيدًا دون هنجعية او استكبار او حتى استحمار، لأن شعبنا الفلسطيني لن يسقط راية الصمود والمواجهة مهما طال مشوار الانتظار، لأن الغد القريب غد فلسطين وغد الانتصار.