التاسع من أغسطس من العام 2008 ، رحل عن عالمنا لاعب النرد، الذي كان يربح حينًا ويخسر حينًا ، وحارس السنديان الذي كان ومازال الأكثر حضوراً روحًا وشعرًا، إنه محمود درويش، الانشطار الذي فجر ينبوع اللغة ليكون العنوان الأول والأهم في مدرسة الشعر الحديث.
التصنيف والتعريف لشخصية محمود درويش ، تعتبر خارج حدود الوصف الاعتيادي والارتجالي ، لأن التصنيف هنا يأخذنا مع شخصية "درويش" الشعرية والانسانية للإبحار في عالم متخصص ومنفرد سلوكًا ورؤية وثقافة ومعرفة في سياق مدرسة شعرية انفردت بذاتها وتخصصت بمفرداتها لكي تتربع على عرش اللغة شعرًا وحكاية لن تنتهي مادام هناك أملًا بالنشيد اليومي للحياة بكافة تفاصيلها.
استطاع الشاعر الكبير " محمود درويش" وعبر مدرسته الشعرية الخاصة والمتخصصة في استحداث فن اللغة والابداع في الكلمات والمفردات أن يتجاوز حدود القدرات والفروقات ، لكي يبقى حتى يومنا هذا الجديد المتجدد في كافة قصائده ، لتعطي القارئ المتمكن لشعر " درويش" اضافات ابداعية في كل قراءة جديدة ومتجددة لقصائده الشعرية ، من أجل التكوين الروحي والنفسي الذي يحمل في طياته الابداع في تشكيل لوحة شعرية كتبها محمود درويش ، ورسمها القارئ المتمكن في وجدان خياله لوحة تعبيرية فنية تشكيلية لشعر درويش.
محمود درويش في مدرسة المختصر المفيد يعتبر عنوان الفكر والثقافة المتجدد والجديد في واحة مدرسة الشعر الحديث ، الذي رأى كل الأشياء وجسدها حروفًا وكلمات ، لتصل للعالم بأسره بكافة اللغات ، لكي تحطم حاجز التصنيف والوصف والتعريف ، لتكسو الحياة ربيعًا متجددًا بعدما اعتراها الخريف.
في ذكرى رحيل لاعب النرد وحارس السنديان وأيقونة الحياة المتمسكة بالحلم والأمل والغد ، كتب محمود درويش رسالة العهد والوعد للأرض والانسان،" وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ"، فإلى روح الحياة وردة ولعاشقها سلام.