كتب غوستاف لوبون وهو مفكر وفيلسوف في كتابه الشهير " سيكولوجية الجماهير " : "ليست الوقائع هي التي تؤثر على الجماهير ، وانما الطريقة التي تُعرض بها الوقائع "
والحقيقة ان ابطال " فليسقط القانون " عرضوا كل ما يتعلق بالقانون وبالضمان ، بحملة خداع منقطعة النظير وبشكل احترافي في التضليل ، وتشويه الحقائق ، والمغالطات ، والادعاءات التي ليس لها سند ، وقول نصف الحقيقة على طريقة " لا تقربوا الصلاة "، والتعميمات المتسرعة والهاب مشاعر الناس بالالفاظ المشحونة ، وتجاهل المطلوب ، وتشتيت الانتباه عن المسائل الرئيسية ، فهم لا يهمهم قول الحقيقة
وحريصين على ابقاء مفعول التحريض ضد القانون وضد من أعد القانون وضد كل من يؤيد القانون ، قائماً وضاغطاً لتخويف الناس على أموالهم وتخويفهم من ازمات قادمة وخراب البيوت ان استمر الضمان
وعندما تكون استجابة الناس عاطفية ، فانهم عادة ما يعجزون عن التفكير الصحيح ، فلا غرابة ان نجد اناس يهتفون بلا وعي ضد مصالحهم ، بعد قولبة وعيهم
ومعروف في علم النفس انه يمكن جعل الناس ينفرون من فكرة ما باستخدام رموز يكرهونها او يخشونها ، وهكذا وصموا قانون الضمان بكل شئ سئ وقبيح ، ابتداء من انه دمار اجتماعي وان القائمين علي الضمان شلة حرامية يسعون لنهب البلد وافراغ جيوب العمال المساكين
والحقيقة ان هذه الاحتجاجات والفعاليات ليس عفوية وانما هي حملة منسقة بدقة وممولة جيداً ، فتجد المواصلات المؤمنة واليافطات والبوسترات والشعارات والميكروفونات ، واجهزة التصوير والبث ، والطواقي وحتى الوجبات التي توزع ، كما تجد انتاج الأغاني والفيديوهات والبرامج التي تبث على مدار الساعة والمساحات المخصصة عبر الاذاعات ، والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ، والمتحدثين ..الخ
ما يحدث هو صراع اجتماعي بأجلى صوره ، فاين تقف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين من هذا الصراع ؟ هذا هو السؤال الآن