تزداد الامور الاقتصادية سوء في قطاع غزة منذ ان اعلنت الولايات المتحدة عن نيتها تقليص دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
صحيح الوضع الاقتصادي يعاني منذ سنوات بسبب الحصار والبطالة التي تصل الى ٦٠٪ خاصة بين الشباب، لكن الوضع تدهور في الاشهر الاخيرة بعد ان اتخذ الرئيس عباس سلسلة من الاجراءات اهمها تقليص الثلث من رواتب الموظفين وإحالة الالاف الى التقاعد المبكر.
منذ ذلك الحين و الامور تزداد سوء حيث انخفضت القوة الشرائية بشكل حاد.
هذا الامر ادى الى دخول المئات من التجار في ازمات اقتصادية نتيجة تكدس البضاعه و عدم قدرتهم على بيعها و بالتالي عدم قدرتهم على الايفاء بالتزماتهم المادية. تداعيات ذلك هو ان الكثير منهم اعلنوا افلاسهم و منهم من تم اعتقاله و منهم من هو مهدد بالاعتقال بسبب الشيكات المرجعه. صرخات بعضهم تجاوزت كل الحدود .
على الرغم من ذلك ، ما زالت غزة تتنفس بصعوبة بالغة ، لكن اذا ما نفذت امريكا تهديها و قلصت خدماتها لوكالة الغوث فأن البركان الذي بدء يتصاعد منه الدخان سينفجر و سيكون ذلك بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة على الوضع الاقتصادي و الانساني في غزة.
الشعب الفلسطيني يدرك ان القرار الامريكي بتقليص الدعم لوكالة الغوث هو قرار سياسي بامتياز ، هدفه الاساسي هو القضاء على قضية اللاجئين و اخراجها من اي مفاوضات مستقبلية بعد ان اعتقدوا انهم نجحوا في اخراج قضية القدس .
قرار ليس وليد اللحظة بل نتيجة جهد بذلته الحكومة اليمينية في اسرائيل في سياق حمله منظمة ضد وكالة الغوث و دورها لادراكهم ان استمرار تقديم وكالة الغوث لخدماتها يعني استمرار بقاء قضية اللاجئين على قيد الحياة.
هذا على الرغم من ادراك الكثير منهم ان هذه الخطوة سيكون لها تداعيات على الوضع الاقتصادي و الانساني في غزة لن يكون اي طرف قادر على تحمل نتائجة، و اول الاطراف التي ستدفع ثمن هذا الاجراء الاحمق هي اسرائيل، و ليس فقط في غزة.
ولكي تكون الصورة واضحة ،اليكم بعض الارقام شبه الرسمية التي تتعلق بدور وكالة الغوث في غزة و قد التي تفيد في فهم الصورة.
موازنة وكالة الغوث العامة هي حوالي ٨٠٠ $ مليون ، امريكا تساهم ب ٣٨٠ $مليون اي ما يزيد عن ٤٠٪.
٤٠ ٪ من هذه الموارنة العامة يستفيد منها اللاجئين في غزة و الذي يبلغ عددهم ٧٨٪ من عدد السكان ، اي حوالي مليون و ثلاث مئة الف لاجئ .
الوكالة تقدم خدمات اغاثية بشكل دوري الى مليون لاجئ منهم ٤٠٠ الف مصنفين كحالات فقر مطقع اي انهم لا يستطيعون توفير ثلاث وجبات غذائية في اليوم.
عدد الموظفين الثابتين ١٤ الف موظف، وهناك حوالي عشرين الف تشغيل مؤقت لفترات قصيرة، و الوكالة تدير ٢٧٧ مدرسة و يتعلم فيها ٢٧٧ الف طالب.
هناك ٢٣ عيادة يزورها سنويا حوالي نصف مليون و هناك ٤٠٠ الف مصنفين كمرضى نفسيين.
على اية حال، هناك من يدرك خطورة الوضع في غزة وينتظر انفجار هذا البركان بل ويدفع باتجاه انفجاره، وهناك من يقف متفرجا لا يحرك ساكنا اما عاجزا واما متقاعسا عن القيام بواجباته.
الوضع في غزة ايها السادة يسير بخطى واثقة نحو الانفجار. الدخان بدء يتصاعد منه والناس وصلت الى مرحلة لم تعد قادرة على التنفس. ولكي لا يعيش الاسرائيليين في اوهام، هم سيكونوا اكثر من سيتضرر من هذا الانفجار و هم اكثر من سيتحمل المسؤولية. ولهم ان يتخيلوا كل السيناريوهات المجنونة الممكنة.