الكرامة أغلى من الطعام هو مفهوم خرج من داخل سجون الاحتلال المغتصب لأرضنا فلسطين، ليؤكد أسرانا للجميع أنهم عزيمة لن تلين وإرادة لا تكسر وصمود يحطم الصخر، ولا يمكن المساومة على حقوقهم، فدخل عدد كبير منهم إضراب مفتوح عن الطعام أمثال (خضر عدنان وأيمن الشراونه وثائر حلاحلة ) وغيرهم الكثير الذين انتصروا بأمعائهم الخاوية على السجان وانتزعوا كرامة الأمة من يد الاحتلال، بعدما كان السجان يمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب الجسدي، والنفسي، بالإضافة إلى الاقتحامات في الليل والعزل الانفرادي ومنع الزيارات عن دويهم، ولكنهم قلبوا السحر على الساحر بأمعائهم الخاوية، حيث استطاعوا أن يجبروا سجانهم على الركوع والخضوع لشروطهم.

هل يعقل أن السجان يأتي إلى عمله ويجبر أن يبقى في حالة طوارئ وتأهب شديدين؟ بالفعل يأتي إلى عمله فيرى السجين قد مات، وأخر أغمى عليه فيصبح عمله ليس نزهة له كما يعتقد، فلا يستطيع الخروج من عمله.

في الحقيقة ونحن اليوم نواجه تهديد بقطع مساعدات الأونروا من قبل الأمريكان وتقليصها بشكل كبير الذي سيؤدي إلى كوارث وإرباك في عملها وإيقاف بعض خدماتها كجزء من التعليم والصحة، مما سيزيد الأمر سوءا على أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء والشتات، وهذا القرار يجب أن يقابل برفع الإجراءات العقابية ضد غزة لأن الوضع لم يعد يطاق.

يجب علينا كفلسطينيين أن نتعلم من أسرانا معنى الكرامة، وأن نتعلم كيف ننتفض على السجان الذي يعمل على حصارنا، وأن نتعلم كيف نسجل تاريخ الوفاء والعزة لفلسطين، وأن لا نساوم ولا نتنازل عن مقدساتنا ومسرانا مقابل الطعام، نحن لا نريد هذا الطعام اللعين، سوف نغير المفهوم الذي يعتقدونه عنا أننا سنتنازل مقابل المال، مقابل الطعام، مقابل المناصب.

 

والمطلوب شعبيا زيادة التكافل الاجتماعي والعمل على تحسين أمور حياتنا اليومية وأن نساعد بعضنا البعض، ونتذكر معنى( الكرامة أغلى من الطعام) ونتذكر كيف صمدوا أسرانا في السجون وأجبروا القيد أن ينكسر، فما بالكم ونحن في سجن أكبر متوفر فيه مقومات الحياة المؤقتة ويحب علينا تجديدها واستغلالها، لكي لا نعطي لأحد فرصه أن يساومنا، فلعلها تصحو قياداتنا من غفلتها ونومها الطويل، وتعمل على إلحاق ما تبقى من وطن والقيام بترميمه.