خفتت الأصوات الداعية إلى إعادة إحياء مسار الحوار الوطني الفلسطيني والتي كانت قد ازدادت بعد الدعوة التي أطلقها حسين الشيخ العضو الجديد في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والعضو الدائم في اللجنة المركزية لحركة فتح والعضو المؤثر في القيادة الفلسطينية، للحوار الوطني الثنائي والشامل لمحاولة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة على قاعدة العمل المشترك للكل الفلسطيني لمواجهة الاحتلال وحماية المشروع الوطني الفلسطيني.
إن هذه الدعوة وما سبقها من مبادرات ودعوات مماثلة سواء من قوى سياسية فلسطينية أو مستقلين أو حتى من دول إقليمية ودولية تأتي في وقت يحتاج الفلسطيني للوحدة لمواجهة التحديات الجسام وتجاوز الاختلافات التي تعمقت مؤخرًا خلال جولة الحوار في الجزائر التي لم تنجح في إحداث حالة من الاختراق بالإضافة للتجميد المصري لإطلاق جولات جديدة من الحوار الوطني بعد التجربة الاخيرة التي لم تنجح قبل عام كامل إضافة لما شهدته الساحة الفلسطينية من خلاف حول انعقاد المجلس المركزي وما سبقها من تأجيل الانتخابات العامة وعدم إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة.
إن هذه الدعوة وغيرها من المحاولات لتحقيق المصالحة والتي لم تنجح حتى الآن تتطلب نسق جديد للعلاقات الفلسطينية الداخلية ربما بشكل جديد يختلف عن السابق لعل اختلاف الشكل والمكان يؤدي إلى نتيجة مختلفة عما سبق من حوارات متعددة.
إن الرعاية العربية وخاصة المصرية للحوار الفلسطيني هامة وأثبتت جدواها منذ الجولة الأولى للحوار الداخلي في مارس ٢٠٠٥ إلى الآن فقد حافظت على مبدأ الحوار ولكن لم تنهي الانقسام ولم تحقق المصالحة.
لذلك وجب على الفلسطينيين تجربة التعويل على الذات والقدرات الفلسطينية والاستفادة من دعوة عضو اللجنة التنفيذية حسين الشيخ وما لاقته من ترحيب فصائلي في البدء الفوري للحوار الفلسطيني داخل فلسطين على الأقل في مرحلته الأولى لعل واقع الجغرافيا ونسمات الأرض وضغط الشعب وتوطين الحوار الداخلي يؤدي إلى نتائج أفضل ويحقق اختراقات أسرع ونجاحات جيدة لأنه وأيًا كان بلد الحوار لن يكون كما هو في فلسطين على أرضها ووسط شعبها وتحت ضغط همومها ومصالحها.
حماية المشروع الوطني تحتاج مسئولية وطنية أكبر وتجاوز عن القضايا الجزئية لصالح القضية الكبرى وبدء مرحلة جديدة نستفيد فيها من تجارب الماضي وننطلق جميعا نحو المستقبل لنستطيع مجتمعين مواجهة الاحتلال وحماية المشروع الوطني بأيدي فلسطينية ورعاية شعبية ومن ثم سياتي الجميع ليحتفل معنا أن نجحنا وسيكون توطين الحوار الوطني نموذج لتوطين الوفاق الوطني وترسيخ المصالحة وإنهاء الانقسام.