التفاهمات السابقة التي جرت بين اصلاحي فتح وحركة حماس في القاهرة كانت مدخلاً صحيحاً وعملياً لفرض مصالحة شاملة وحسر الحصار واعادة تصويب اوضاع النظام السياسي الفلسطيني.
استطاع محمود عباس وفريقه اهدار وقت كبير في مراوغات الردود والرد على الردود، تمكن خلالها زيادة مأساة غزة، وتمرير جلسة المجلس الوطني ثم المركزي، وبينهما تعزيز قبضته على منظمة التحرير الفلسطينية.
وسط هذه المراوغات مرّ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد ان تواطأ على حراك الشعب المناهض للقرار، ومرّ القرار الأمريكي بشأن موازنة الأنروا، وسيجري تمرير الموقف الأمريكي بشأن اعداد اللاجئين الفلسطينيين.
في المسافة ما بين ابرام التفاهمات حتّى هذه اللحظة لم ألحظ تحولاً سياسياً واحداً في موقف القيادة الرسمية الفلسطينية، ولا حتّى في بعض التفاصيل الصغيرة، وازدادت أوضاع الفلسطينيين كارثية وازداد صلف الإحتلال وحليفته واشنطن، قرار بناء آلاف المستوطنات في الضفة الغربية بما فيها القدس اصبح يمر مرور الكرام، وتهديد متواصل بشن حرب على غزة أصبح أمنية عند تحالف عباس الذي يشارك إسرائيل بحصار غزة علناً وعلى رؤوس الأشهاد.
الوقت مهم، إن لم تكن جبهة عريضة للانقاذ الوطني فان الحدّ الأدنى مواصلة السير في تفاهمات اصلاحي فتح مع حماس.